انطلاق المؤتمر العالمي للجراحة العامة
|
إن المؤتمر الحادي عشر للجراحة الذي يجمع هذا الحشد الكبير من العلماء والخبراء والمختصين يكتسب أهميته من أن المشاركين فيه هم على أعلى المستوى من التميز وبهذا العدد الكبير، ومن أن ثلاثين ورقة عمل سيقدمها هؤلاء الذين قدموا من مختلف دول العالم، يناقشون من خلالها كل المستجدات في مجال جراحة أورام القولون والمستقيم وجراحة تخفيف الوزن والبنكرياس، إلى جانب تخصصات أخرى: كجراحة الكبد والثدي والمناظير وغيرها مما توصلوا إليه من خلال أبحاثهم، وما اكتشفوه من جديد لعلاج بعض هذه الأمراض المزمنة.
وحسنا، إذ خصص اليوم الأخير للمؤتمر للعمليات الجراحية التي سيتم إجراؤها للمرضى هنا في المملكة العربية السعودية؛ فهذه فرصة للمرضى للاستفادة من خبرات وإمكانات هؤلاء العلماء، كما هي فرصة للأطباء في المملكة ولطلاب كليات الطب في جامعاتنا للتعرف تطبيقا وعن قرب على علم الجراحة من خلال خبرات هؤلاء العلماء، ولعل هذه بعض الفوائد التي سوف نجنيها من عقد مثل هذه المؤتمرات العلمية كل عام، التي ينبغي الإكثار منها، وتمكين الأطباء وطلبة الطب من حضورها للاستفادة منها.
لقد تقدمت المملكة في الخدمات الطبية عن ذي قبل، مع أن المشوار مازال طويلاً لبلوغ الأهداف التي تسعى إليها حكومة خادم الحرمين الشريفين، غير أنه لا بد من التذكير بأن حجم ميزانية وزارة الصحة لهذا العام قد بلغ أكثر من واحد وستين ملياراً من الريالات؛ بزيادة 17% عمّا تم تخصيصه لها بميزانية العام الماضي بحسب ما أعلن عنها، ما يعني اهتمام الدولة بتوفير مستويات مرضية ومتقدمة من العلاج للسعوديين والمقيمين، يضاف إلى هذا الاهتمام الزيادة في عدد كليات الطب في جامعات المملكة، حيث وصل عددها إلى نحو عشرين كلية، وتشجيع الراغبين في الابتعاث لدراسة الطب في عدد من الدول الأجنبية على حساب الدولة؛ مما جعل بعض مستشفيات المملكة وأطباء المملكة مرجعا لجراحة القلب والكبد والقولون، ضمن اهتمام بصحة الإنسان، حيث يبدأ الاهتمام بالوقاية ثم العلاج فالتأهيل، ضمن متابعة مستمرة للوضع الصحي للمريض.
|